لصين كانا السبب في توبة صائق

[يقول أحد سائقي سيارة الأجرة،
خرجت عند أذان الفجر بسيارتي بحثا عن زبون لأوصله- وكانت الدنيا مازالت مظلمة- فما إن سرت قليلا من أمام بيتي حتى وجدت رجلا يلبس عباءة بيضاء ولحيته طويلة، فسألته :"هل تريد أن أوصلك إلى المسجد يا شيخ؟". فهز برأسه ثم دخل السيارة. وما أن مشيت عدة أمتار حتى استوقفني رجل وطلب مني إيصاله. وبينما نحن في السيارة إذ سألني الشيخ عن الوقت، فأجبته، فقال لي الراكب الآخر(وهنا كانت بداية المصيبة):


- هل تتحدث معي يا أخ؟
- لا أنا أتحدث مع الشيخ الذي بقربي.
- ولكن لا أحد يجلس بقربك!!


فتعجبت من قوله ، وظننت انه مازال نصف نائم، ولكن جواب الشيخ جاء لي صدمة إذ قال:
"لا تتعب نفسك فأنت الوحيد الذي يراني. فأنا ملك الموت وقد أوكلني الله بقبض روحك بعد خمس دقائق، فافعل ما تشاء بهن.."


فما كان مني الا أن طرت بسيارتي مسرعا الى المسجد ، وهناك بدأت أصلي وأقرأ القران وأستغفر ربي عن ذنوبي التي لا تعد ولا تحصى... ومرت 5 دقائق..10 دقائق...30 دقيقة.. اقترب الصبح من الطلوع ولم يأت ملك الموت بعد!!فخرجت عائدا إلى المنزل .وهنا كانت المصيبة عندما علمت أن سيارتي قد سرقت . وهل تعلمون من كان السارق؟!!انه الشيخ المزعوم والراكب الاخر فقد رآهما أحد المصلين ينطلقان بسيارتي مسرعين والابتسامة تعلو وجهيهما بنصبهما على أحمق مثلي..!
منذ تلك الحادثة وأنا أحافظ على الصلاة وأتذكر أن الموت(الحقيقي!) قد يأتيني في أي وقت دون موعد أو استئذان ، وأتذكر قول الشاعر:
(اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)
وما زلت أصف نفسي بالأحمق كلما تذكرت سرقة سيارتي!!!