أربع قصص صغيرة أحمقان وثالثهما: مجنون بني عامر:مجنون بني عجل:دينار العيار
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
محمد البشيتي مراقب
عدد الرسائل : 201 العمر : 65 الموقع : http://www.bashiti.ahlamontada.com اسم العائله : البشيتي اسم الاب : شعيب السٌّمعَة : 1 نقاط : 333 تاريخ التسجيل : 14/12/2008
حُكي أن أحمقيْنِ اصطحبا في طريق، فقال أحدهما للآخر: تعالَ نتمنَّ على الله، فإنَّ الطريقَ تُقطعُ بالحديث. فقال أحدُهما: أنا أتمنّى قطائع غنم أنتفعُ بلبنِها ولحمها وصوفِها. وقال الآخر: أنا أتمنّى قطائعَ ذئابٍ أرسلُها على غَنمِكَ حتى لا تتركَ منها شيئاً. قال: ويحكَ أهذا من حقِّ الصحبةِ وحُرمة العشرةِ. فتصايَحا، وتَخَاصَما، واشتدّت الخصومةُ بينهما حتى تماسكا بالأطواق، ثمَّ تراضَيَا أنَّ أولَ منْ يطلعُ عليهما يكونُ حكَماً بيْنهما، فطلع عليهما شيخٌ بحمارٍ عليهِ زقَّانِ منْ عسل، فحدّثاه بحديثِهما، فنزل بالزّقّين وفتحهما حتى سال العسل على التراب، وقال: صَبَّ اللهُ دمي مثلَ هذا العسلِ إنْ لمْ تكونا أحمقين»
[مجنون بني عجل]
حُكِي أن الحجاج خرج يوما متنزها، فلما فرغ من نزهته صرف عنه أصحابه وانفرد بنفسه، فإذا هو بشيخ من بني عجل، فقال له: من أين أيها الشيخ قال: من هذه القرية. قال: كيف ترون عمالكم قال: شر عمال؛ يظلمون الناس، ويستحلون أموالهم. قال: فكيف قولك في الحجاج قال: ذاك، ما ولى العراق شر منه، قبحه الله، وقبح من استعمله قال: أتعرف من أنا قال: لا. قال: أنا الحجاج قال: جُعلت فداك أو تعرف من أنا قال: لا. قال: فلان بن فلان، مجنون بني عجل، أصرع في كل يوم مرتين. قال: فضحك الحجاج منه، وأمر له بصِلة
[دينار العيار]
حكي ان هناك رجلا يدعى بدينار العيار ..وكان له والدة صالحة تعظه
وهو لا يتعظ ... فمر في بعض الأيام في مقبرة فأخذ منها عظما فتفتت
في يده ففكر في نفسه وقال .. ويحك يادينار كأني بك وقد صار عظمك
هكذا رفاتا .. والجسم ترابا ..فندم على التفريط وعزم على التوبة
ورفع رأسه الى السماء وقال :: الهي وسيــدي ألقيت إاليك مقاليد
امري فاقبلني وارحمني ثم أقبل نحو أمه متغير اللون منكسر القلب
فقال :: يا أماه مايُصنع بالعبد الآبق إذا أخذه سيــده
قالت :: يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يديه وقدميه...
قال: أريد جبة من صوف وأقراص من شعير وغليني وافعلي بي كما
يفعل بالعبد الآبق لعل مولاي يرى ذلي فيرحمني ..
ففعلت به كما أراد فإذا جن عليه الليل أخذ بالبكاء والعويل.. ويقول
لنفسه: ويحك يادينار ألك قوة على النار كيف تعرضت لغضب الجبار
ولايزال كذلك إلى الصباح ...فقالت له امه : يابني أرفق بنفسك ..
فقال : دعيني أتعب قليلاً .. لعلي استـريح طويلا .. إن لدي غداً موقفاً
طويلاً بين يدي رب جليل .. ولا يدري أيؤمر بي الى ظل ظليل أو إلى