هناك رجال لا يتركون التاريخ يصنعهم .. فهم الذين يصنعون التاريخ و بدمائهم يسطرون للدنيا أسطع صفحات المجد و البطولة و الفداء و البذل في سبيل الله .... رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع و لا دنيا عن ذكر الله و إقامة شرعه و المضي قدماً في رفع راية الجهاد في سبيله .. رجال لا يخافون في الله لومة لائم , و لا يعطون في دين الله الدنية ..
و اليوم نحكي قليلاً عن فارس فلسطيني من أرض الجنوب رفح ، فارس من فرسان كتائب القسام يتقدم نحو العلا يذهب هناك إلى حيث الصديقين والشهداء بعدما رسم بدمه لوحة إنتصار إرادة الحق أمام جبروت الباطل ، إننا نطالع سطور من نور لبطل قسامي ينضم إلى ركب الأبطال و إلى زمرة الشهداء و كوكبة الخالدين ، نحكي اليوم حكاية أبا يحيى ، أو الشهيد القائد عائد عبد القادر البشيتي ... الشهيد الحي فينا ... و البطل الشامخ ... شموخ الجبال الرواس ...
الميلاد والنشأة:
بتاريخ 21/11/1973م ولد المجاهد القسامي القائد "عائد عبد القادر إسماعيل البشيتي" في مدينة رفح المجاهدة ووسط مناخ تسود فيه حالة إحباط و إنهزام عربي سادت الأمة على جميع الأصعدة و لكن كانت هناك بقية من أمل بالله عز وجل لا تنقطع بتغيير الحال المتردي للأمة ، ووسط كل هذه الأوضاع تلقى شهيدنا جميع مراحله التعليمية الأساسية حتى إلتحق بالجامعة الإسلامية هو و أخيه المجاهد القسامي القائد "يوسف الملاحي" و نظراً لظروفهما الصعبة لم يستطيعوا إكمال دراستهم و لكن كانوا على موعد مع قدرهم في الإلتحاق بصفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس و الإنتماء لمدرسة جماعة الإخوان المسلمين و في داخل الخط الأخضر كانت البداية بقتلهما إثنين من المغتصبين الصهاينة في مدينة الرملة عام 1994م و بذلك أصبحوا مطاردين لقوات الإحتلال الصهيوني و أعضاء في كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
تزوج شهيدنا من زوجة صالحة تحملت معه مشقة الطريق في سبيل الله و أنجب منها يحيى و كفاح و محمد و يوسف و عالية و موسى و كان يشهد له بتقوى الله عز وجل و السبق لعمل الخير و كان يبكي في دعاءه يطلب رحمة الله و دخول الجنة و أن يباعد الله بينه و بين النار ، و كان محباً عطوفاً بإخوانه و لا يبخل عليهم بأي مساعدة كما انه كان رياضياً يهتم بقوته الجسدية فهو لاعب لرياضة كمال الأجسام في مسجد أبو بكر الصديق هو و أخيه الشهيد القائد يوسف الملاحي "أبو محمود" .
سجل البطولة و الفداء:
طاردت أجهزة السلطة الأمنية القمعية الشهيد القائد أبو يحيى لفترة طويلة و تم سجنه عام 1996م ستة أشهر بعد عمليات الثأر للشهيد "يحيى عياش" و لكن ذلك لم يمنع العملاق "عائد البشيتي" من أن يخرج ليواجه الإحتلال الصهيوني و ليكمل مشواره الجهادي ، لقد إندلعت أحداث إنتفاضة الأقصى و أصبح العدو يقتل بدموية ووحشية رهيبة بلا رادع و لا مستنكر فكان قيام المجاهد القائد عائد البشيتي بنفسه بتخطيط و تنفيذ عملية تدمير موقع ترميد العسكري على بوابة صلاح الدين و بذلك كان أول من كان له فضل السبق في عمليات حرب الأنفاق و التي إتخذت شكلها الحالي بعد عملية تفجير موقع حردون العسكري و تشكيل وحدة مكافحة الفساد القسامية ، و لقد قام بتصنيع العبوات المتفجرة من مادة TNT داخل البيت المتواجد فيه النفق هو و المجاهدين و أثناء العمل في نفق بوابة صلاح الدين قامت قوة صهيونية بالتسلل إلى البيوت المهجورة في المنطقة فأكتشف أبو يحيى ذلك حيث هاجمهم هو و إخوانه بالرصاص و القنابل مما أدى إلى إصابة خمسة من الجنود الصهاينة و قد سمع صراخهم أثناء الاشتباك ، كما قام المجاهد "عائد" أبو يحيى بنصب عبوة ناسفة ضد مدرعة عسكرية بالقرب من مسجد النور بحي البرازيل على الشريط الحدودي و تدميرها مما أدى إلى إصابة ضابط صهيوني إصابة خطرة قتل على إثرها متأثراً بجراحه فيما بعد و ذلك في شهر ديسمبر للعام 2000م ، و قد شارك أبو يحيى في صد العدوان الصهيوني أكثر من مرة في إجتياحاته للشريط الحدودي ، و شارك أيضاً في عملية إطلاق النار على سيارة مغتصبين مما أدى إلى إصابة إثنين منهم بالقرب من مفترق المطاحن "القرارة" ، و في حي السلام قام بإطلاق قذيفة أر بي جي مضادة للدروع على عربة الهندسة مما أدى إلى إصابة جنديان إصابة خطيرة ، و ليس ذلك فقط بل شارك في عملية تدمير دبابة صهيونية في حي البرازيل و التي تناثرت قطعها مئات الأمتار في الحي ، و ينسب لأبو يحيى نصب الكثير من العبوات الناسفة ضد آليات العدو في رفح .
كما ساهم و شارك في عملية حفر النفق الذي نفذت فيه عملية السهم الثاقب ، ولم تقف الأمور عند هذا بل شارك في عملية حفر نفق طوله 60متراً داخل الشريط الحدودي في منطقة البرازيل ووضع العبوات تحت مسلك الآليات و تم تفجير العبوات تحت ناقلة جند صهيونية و كانت الإصابة مباشرة لها .
و في حي السلام بالقرب من منزل الشهيد القسامي "موسى غريز" أطلق أبو يحيى رصاصاته نحو مجموعة من الجنود أثناء قيامهم بنصب أسلاك شائكة على الحدود مما أدى لإصابة جندي عام 2004م ، و كما أطلق قذيفة أر بي جي على مجموعة من الجنود داخل عمارة بهلول في البرازيل و أطلق نيرانه بعد ذلك عليهم في فدائية تليق ببطل لا يهاب الموت حيث كان ذلك تقليد عنده في نصب الكمائن لقوات الإحتلال و برفقته المجاهد يوسف الملاحي و عدد من المجاهدين و كانت هذه تستغرق أياماً ليتمكن من قنص الجنود الصهاينة و الظفر برقابهم و قد قام هو و أخيه المجاهد "يوسف الملاحي" و برفقة من المجاهدين من قنص جندي و قتله و ذلك بمنطقة حي السلام بالقرب محطة بهلول للغاز.
و حدث عن إفلاته بمعجزة من على حاجز عسكري أثناء مروره و برفقته المجاهد يوسف الملاحي ، و يشهد له فضله في إدخال أكبر عدد ممكن من السلاح عبر الإنفاق لإخوانه المجاهدين ، و لقد شارك أبو يحيى في العديد من عمليات إطلاق صواريخ القسام إلى داخل الخط الأخضر من منطقة شرقي رفح و كذلك إطلاق قذائف الهاون .
و في شهر رمضان شارك بحفر نفق طوله 100متر بمنطقة بلوك و قضى شهر رمضان بأكمله في النفق و تم زرع ثلاثة عبوات و تفجيرها بأكثر من آلية ..
لقد كان رحمه الله بطلاُ و مجاهداً عظيماً لا يكل و لا يمل عن العمل الجهادي المستمر في سبيل الله ..
على موعد مع الشهادة:
لقد تعرض المجاهد البطل لعديد من محاولات الاغتيال الصهيونية حيث استهدفته مروحية أباتشي بصاروخ لم ينفجر و نجاه الله من مكرهم ، و قبل أيام قليلة من استشهاده تعرض رحمه الله إلى صعقة كهربائية قاتله أثناء مهمة جهادية و لكن نجاه الله تعالى ، و لكن بعدها بأيام و تحديداً في مساء الثلاثاء 5/9/2006م كان الشهيد القائد عائد عبد القادر البشيتي مع أخيه المجاهد القائد على عيسى النشار على موعد مع الشهادة بقصف سيارتهما بصاروخين من طائرة إستطلاع بالقرب من مسجد الإستقامة بحي الجنينة مما أسفر عن إستشهادهما رحمهما الله ..
رحم الله الشهيد أبا يحيى الفارس البطل و صاحب الإرادة و العزيمة التي لا تلين و القلب الشغوف بحب الله و حب إخوانه المجاهدين .
بيان كتائب القسام
استشهاد قائدين قساميين جراء قصف صهيوني في حي البرازيل في رفح
استشهاد قائدين قساميين جراء قصف صهيوني في حي البرازيل في رفح
يا جماهير أمتنا العربية والإسلامية.. يا جماهير شعبنا الفلسطيني المجاهد ..
تتواصل مسيرة الجهاد والعطاء، ويتقدم أبناء القسام الصفوف في كل الميادين، لا يعرفون النكوص ولا التراجع، يجودون بدمائهم ويحملون أرواحهم على أكفهم رخيصة في سبيل الله، ثم دفاعاً عن الوطن المغتصب ليكونوا في طليعة الأمة يدافعون عن كرامتها ويقدمون الثمن الغالي فداءً لدينهم ووطنهم، فيرتقي إلى العلا شهيدان جدد على درب ذات الشوكة :
الشهيد القسامي القائد / عائد عبد القادر البشيتي
"33 عام" من حي جنينة في مدينة رفح
الشهيد القسامي القائد / علي عيسى النشار
"27 عام" من حي البرازيل في مدينة رفح
والذي ارتقيا إلى العلا مساء أمس الثلاثاء 12 شعبان 1427هـ الموافق 05/09/2006م جراء قيام طائرة استطلاع صهيونية بإطلاق صاروخين على سيارتهما أثناء سيرها في حي البرازيل في رفح .. بعد أن قاما بالعديد من الأعمال الجهادية البطولية التي تركت أثارها على مسيرة الجهاد و المقاومة .. نحسبهم شهداء ولا نزكي على الله أحداً ... ونعاهد الله تعالى، ثم شهداءنا الأطهار وأبناء شعبنا أن نمضي في هذا الطريق المعبد بالدماء والأشلاء مهما بلغ الثمن وعظمت التضحيات حتى نظفر بإحدى الحسنيين.
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتائب الشهيد عز الدين القسام
الأربعاء 13 شعبان 1427هـ
الموافق 06/09/2006م
عدل سابقا من قبل د.صبحي بشيتي في الإثنين ديسمبر 22, 2008 6:33 pm عدل 1 مرات
غادة البشيتي مدير عام
عدد الرسائل : 139 العمر : 34 الموقع : dr-subhi@maktoobblog.com اسم العائله : البشيتي اسم الاب : احمد السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 12/12/2008
موضوع: رد: الشهيد عائد البشيتي " ابو يحيى " الخميس يناير 01, 2009 12:16 am
والله انه برفع الراس مشكور يا ابو مراد انك بتعرفنه عهيك اسود بعائلتنا والله يرحمه kiss of death
مرام صبحي مدير عام
عدد الرسائل : 345 العمر : 31 الموقع : http://www.bashiti.ahlamontada.com اسم العائله : البشيتي اسم الاب : صبحي السٌّمعَة : 0 نقاط : 41 تاريخ التسجيل : 12/12/2008
موضوع: رد: الشهيد عائد البشيتي " ابو يحيى " الأحد يناير 04, 2009 3:50 pm
بسم الله الرحمن الرحيم
رحمة الله عليه اوتمنى ان يدخله الله جنات خلد تجري من تحتها الانهار
انتم السابقون ونحن الاحقون باذن الله
إيها ب صادق محمد البشيتي
عدد الرسائل : 4 العمر : 36 اسم العائله : البشيتي اسم الاب : صادق السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 05/02/2009
موضوع: رد: الشهيد عائد البشيتي " ابو يحيى " الخميس فبراير 05, 2009 10:11 pm
رحمك الله يا أبا يحيى رجلا عز في زمنا فيه الرجال كنت قائد علي حق وأشكرك أخي علي المجهود لأنك وبصراحة تأتي بمعلومات دقيق لا يعهرفها إلا أهله وأقصد تعرض الشهيد للصعق الكهربي قبل إستشهاده حيث أن أهله تعرفوات علية من خلال أثر الصعق الكهربي في أصبع يده الكبير وأحب أضيف بأنه شارك أيضا في عملية الوهم المتبدد