موضوع: الشهد الطفل "عليان البشيتي" السبت ديسمبر 20, 2008 4:11 pm
الطفل البشيتي ... اغتالوا طفولته وبقيت دماؤه لتفجر بركان الغضب
غزة / صابرون - 2003-05-08
لم يستطع الطفل الرضيع عليان البشيتي، أن يكمل كلمة ماما التي لم يعرف سواها حتى عاجله رصاص الاحتلال ليطير إلى الجنة عصفوراً فيها، فيما بقيت الأم المكلومة تتجرع ألم المأساة وكأنها تلوم نفسها كيف لم يتمكن حضنها من توفير الأمان لرضيعها الذي مضى إلى ربه شهيداً.
الطفل البشيتي الذي لم يكمل العام وأربعة أشهر ليس مجرد رقم يضاف إلى سجل الشهداء الأطفال الذين راحوا ضحية الموت الصهيوني... فهو الأمل والحياة وبهجة الأسرة البسيطة ... كان يلهو ببراءة مع شقيقه وابناء عمومته أمام المنزل عندما أصابه رصاص الغدر ليخترق رأسه البريء ويسقط مدرجاً بدمه الزكي الطاهر لتمضي روحه بعد ساعات، وتمضي معها أحلام وردية رسمتها العائلة لطفلها الرضيع.
هل هي الصدفة أم القدر أن يتزامن استشهد الرضيع البشيتي مع الذكرى الثانية لاستشهاد الرضيعة إيمان حجو... أم هو شيء آخر من صناعة الموت التي تجيدها الآلة القمع الصهيونية ضد الطفولة الفلسطينية البريئة.
فتفاصيل الجريمة الصهيونية لم تختلف كثيراً هذه المرة عن سابقاتها فالمعالم واحدة وإن اختلفت الأماكن والأزمنة . فالجندي الصهيوني القاتل لم يتغير كما أن الضحية هو ذاته الإنسان والطفل الفلسطيني والوسيلة تتنوع ولكن أصلها ومصدرها واحد ودائما مدموغة made in usa .
الأم المكلومة سماح البشيتي 27 عاماً كانت تقوم ببعض الواجبات المنزلية في منزلها الواقع في منطقة بطن السمين جنوب خانيونس ويبعد نحو 500 متر الى الشمال الشرقي من أحد مواقع الموت الصهيوني في المستوطنة المذكورة، عندما سمعت صوت الرصاص في المكان فسارعت لترك ما في يدها وخرجت لإدخال ‘طفليها داخل المنزل حيث كانا يلهوان أمام المنزل مع أبناء عمومتهم، وبمجرد خروجها من الباب سمعت أزيز الرصاص الذي امتزج مع صراخ الأطفال وبينهم صراخ قوي لطفلها الرضيع عليان، فسارعت إلى حمله بين أحضانها علها تحميه وتبعد عنه الموت ففوجئت بالدماء تنزف من جانبي رأسه الصغير، ولم يتمكن الطفل البريء من إكمال كلمة ماما وسقط مغشياً عليه فيما صرخت الأم وبدأت تجري على غير وعي منها بغية نقله إلى مستشفى ناصر . وأضافت الأم ودموعها تملأ مقلتيها : حملته وهرولت به مسرعة في الشارع وأنا لا أدري ماذا أفعل إلى أن وقفت إحدى السيارت المارة وذهبنا إلى مستشفى ناصر وهناك أغمي علي ولم أعرف ماذا حدث بعدها حيث وجدت نفسي في منزلي وعلمت أن أحد أعمام ابني وصل المستشفى وقام بنقلي للبيت وأنا لا أعرف ماذا حدث بعد ذلك. و سألت الأم بلهفة مراسل إسلام أون لاين الذي كان أول من وصل لمكان الحادث عن حالة ابنها ومصيره ... ولم تفلح كلماتنا في تهدأة روعها خاصة بعد أن طلبت الاتصال بالمستشفى فأخبرناها أن ابنها تم تحويله للمستشفى الأوربي ومنه إلى الشفاء في غزة. وبدأ قلب الأم يحدثها وازدادت مخاوفها على مصير ابنها لتسقط مجدداً مغشياً عليها في نفس المكان الذي أصيب فيه طفلها. وبعدما تمكن ذووها من إفاقتها كانت تتحدث بصورة هستيرية عن تفاصيل الحادث وهي تشير حيناً إلى الموقع العسكري الصهيوني الجاثم في أطراف المنطقة يتربص قتل المزيد و حيناً إلى التراب الذي جبل بدم ابنها الزكي الطاهر. وبين هذا وذاك تحتضن طفلها وائل ابن الثلاثة أعوام الذي بقي وحيداً بعد استشهاد شقيقه وكأنها تخشى أن تقتنصه رصاصة حاقدة.... غادرنا المنطقة ونحن نعلم أن الساعات القادمة تحمل في طياتها المزيد من الخوف والخطر. فالدكتور معاوية حسنين مدير عام الاستقبال في مستشفى الشفاء في غزة أكد خطورة حالة الرضيع البشيتي وكيف أن الرصاصة الصهيونية اخترقت الجانب الايسر من رأسه ونفذت من الجهة الأخرى، ولم تمض سوى ساعات حتى جاء خبر الاستشهاد.... فعدنا مجدداً إلى منزل عائلة الشهيد حيث كان المشهد حزيناً ويبعث على الأمل والقهر ويفجر في الإنسان مشاعر و مشاعر، بصعوبة وبعد محاولات وصلنا الى الأم مجدداً وكانت في حالة هستيرية غير أنها لم تنس أن تردد الحمد لله وتحوقل بين الحين والآخر فيما تمطر بدعائها هي ومن حولها من النسوة اللواتي- اتشحن بالأسود- اليهود وأعوانهم بالويل والثبور، وكانت بين الحين والآخر تردد ليتهم قتلوني ولم يقتلوه.
وقالت جدة الشهيد وهي في العقد السادس من عمرها هؤلاء اليهود يقتلوننا كل يوم ولا يفرقون بين كبير وصغير .ماذا فعل لهم هذا الطفل الرضيع ؟ وتابعت بمرارة وهي تشير إلى جوانب في البيت سبق أن أصابها الرصاص الصهيوني ألا يكفيهم أنهم حرمونا الأمن والنوم الهادئ كل يوم قصف كل يوم تدمير والآن يسلبون حياة أطفالنا.. لقد كان الشهيد كالقمر يباهي الجميع بحلاوته ونباهته ولكن القتلة المجرمون قتلوه.
وبقيت آثار من معالم الجريمة شاهدة على وحشية الاحتلال فالأرض اختلطت بدموع الأم ودماء الطفل الرضيع التي بقيت شاهدة على أحد الجدران لتقول بلسان الشباب المتجمعين والمتوافدين بغضب بانتظار الثأر' لن نغفر ولن ننسى، وسنرد الصاع صاعين. '
غادة البشيتي مدير عام
عدد الرسائل : 139 العمر : 34 الموقع : dr-subhi@maktoobblog.com اسم العائله : البشيتي اسم الاب : احمد السٌّمعَة : 0 نقاط : 0 تاريخ التسجيل : 12/12/2008
موضوع: رد: الشهد الطفل "عليان البشيتي" الأحد ديسمبر 21, 2008 9:29 am
هذا ثمن الحريه من اجل فلسطين لا يعرفون صغارا ولا كبارا وعله من نصر قريب باذن الله
مشكور يا عمي
مرام صبحي مدير عام
عدد الرسائل : 345 العمر : 31 الموقع : http://www.bashiti.ahlamontada.com اسم العائله : البشيتي اسم الاب : صبحي السٌّمعَة : 0 نقاط : 41 تاريخ التسجيل : 12/12/2008